علم الوقف والابتداء
االمادة العلمية: دورة في علم الوقف والابتداء.
عدد المجالس: ثلاثة مجالس.
مدة المجلس: ساعة ونصف.
الأيام: ثلاثة ايام في الأسبوع.
الملحقات: اختبار وشهادة.
أهمية المادة العلمية
مما يدل على أهمية الوقف وخطورته في نفوس المتلقين وضرورة معرفة مسائلة الرئيسة لكونها من المسائل الضابطة للأداء القرآني، حديث أبي بن كعب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أُبَيُّ، إني أقرئت القرآن، فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل: على حرفين، فقلت على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك: قل: على ثلاثة أحرف، قلت: على ثلاثة أحرف، حتى بلغ سبعة أحرف، ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: سميعًا عليمًا، عزيزًا حكيمًا، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب.
وذكر أبو جعفر النحاس (ت338هـ) بإسناده إلى القاسم بن عوف البكري قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأيت اليوم رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه وينثره نثر الدقل.
قال أبو جعفر: فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون التمام كما يتعلمون القرآن، وقول ابن عمر: لقد عشنا برهة من الدهر يدل على أن ذلك إجماع من الصحابة.
قال أبو بكر الأنباري (ت328هـ): “ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه معرفة الوقف والابتداء فيه، فينبغي للقارئ أن يعرف الوقف التام والوقف الكافي الذي ليس بتام والوقف القبيح الذي ليس بتام ولا كاف. وينبغي له أيضًا أن يعرف ما يُوقف عليه بالياء والواو والألف وما يحذف منه لعلة أوجبت ذلك فلا يجوز إثباتهن من أجلها، وما يُوقف عليه بحذف الياء والواو والألف”.
وقال الزركشي (ت794هـ) في الإتقان عن الوقف والابتداء: “وهو فن جليل وبه يعرف كيف أداء القرآن ويترتب على ذلك فوائد كثيرة واستنباطات غزيرة وبه تتبين معاني الآيات ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات، وقد صنف فيه الزجاج قديمًا كتاب القطع والاستئناف وابن الأنباري وابن عباد والداني والعماني وغيرهم”.
وذكر ابن الجزري (ت833هـ) في مقدِّمتهِ بعد ذكره حتمية معرفة القارئ بمسائل التجويد الرئيسة، ذكر حتمية معرفته بالمواقف، أي ما ينبغي مراعاته من الوقوف أثناء التلاوة، فقال:
إذْ وَاجِبٌ عَلَيْهِمُ مُحَتَّمُ … قَبْلَ الشُّرُوعِ أَوَّلًا أَنْ يَعْلَمُوا
مَخَارِجَ الْحُرُوفِ وَالصِّفَاتِ … لِيَلْفِظُوا بِأَفْصَـحِ اللُّغَاتِ
مُحَرِّرِي التَّجْوِيدِ وَالمَوَاقِفِ … ………………………
وقال بعدها عند ذكره لأصناف الوقف:
وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ … لَا بُدَّ مَنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
وقال السيوطي في الإتقان عن علم الوقف والابتداء: “أفرده بالتصنيف خلائق منهم أبو جعفر النحاس وابن الأنباري والزجاج والداني والعماني والسجاوندي وغيرهم. وهو فن جليل به يعرف كيف أداء القراءة”.
وأختم تمهيدي للمطلب بقول أبي الحسن الصفاقسي في تنبيه الغافلين: “اعلم -أهلني الله وإياك للوقوف بين يديه جعلنا ممن رضي عنه وأحسن إليه- أن الوقف هو قطع النطق عن آخر الكلمة، والابتداء هو الشروع في الكلام بعد قطع أو وقف، ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد إذ لا يتبين معنى كلام الله ويتم على أكمل وجه إلا بذلك، فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك، ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يُقرأ كتاب الله تعالى ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد، وهذا فساد عظيم. ولهذا اعتنى بعمله وتعليمه والعمل به المتقدمون والمتأخرون، وألَّفوا فيه من الدواوين المطولة والمتوسطة والمختصرة ما لا يعد كثرةً، ومن لم يلتفت لهذا ويقف أين شاء فقد خرق الإجماع وحاد عن إتقان القراءة وتمام التجويد وهو الغالب في قراء زماننا فإياك وإياك”.