تلقين وشرح المقدمة الجزرية
االمادة العلمية: تلقين وشرح وإجازة المقدمة الجزرية.
عدد المجالس: 9 مجالس.
مدة المجلس: ساعة ونصف.
الأيام: 3 ايام اسبوعيا.
الملحقات: اختبار وإجازة رواية ودراية.
الناظم ابن الجزري – رحمه الله
هو أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي ثم الشيرازي المقرئ الشافعي المعروف بابن الجزري، نسبة إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل.
كان أبوه تاجرًا فمكث أربعين سنة لا يولد له ثم حج فشرب ماء زمزم بنية ولد عالم؛ فولد له ابنه هذا بعد صلاة التراويح من ليلة السبت الخامس عشر من رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة داخل خط القصاعين بين السورين بدمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن وأكمله سنة أربع وستين، وصلى به في التي بعدها.
نشأته ودراسته ورحلته وتلقيه على المشايخ:
حفظ القرآن سنة أربع وستين وصلى به سنة خمس،كما سلف. وأجازه خال جده محمد بن إسماعيل الخباز، وسمع منه فيما أخبره والده ولم يقف على ذلك, وسمع الحديث من جماعة من أصحاب الفخر بن البخاري وغيرهم.
وأفرد القراءات على الشيخ/ أبي محمد عبدالوهاب بن السلار والشيخ/أحمد بن إبراهيم بن الطحان والشيخ/أحمد بن رجب في سنة ست وسبع.
وجمع للسبعة على الشيخ/ المجود إبراهيم الحموي، ثم جمع القراءات بمضمن كتب على الشيخ/ أبي المعالي بن اللبان في سنة ثمان وستين, وحج في هذه السنة فقرأ بمضمن الكافي والتيسير على الشيخ/ أبي عبدالله محمد بن صالح الخطيب والإمام بالمدينة الشريفة.
ثم رحل إلى الديار المصرية في سنة تسع فجمع القراءات للاثني عشر بمضمن كتب على الشيخ/ أبي بكر عبدالله بن الجندي، وللسبعة بمضمن العنوان والتيسير والشاطبية على العلامة/ أبي عبدالله محمد بن الصائغ والشيخ/ أبي محمد عبدالرحمن بن البغدادي, فتوفي ابن الجندي وهو قد وصل إلى قوله تعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” [النحل: الآية-90] فاستجازه فأجازه وأشهد عليه, ثم توفي.
فأكمل على الشيخين المذكورين ثم رجع إلى دمشق ورحل رحلة ثانية, فجمع ثانيًا على ابن الصائغ للعشرة بمضمن الكتب الثلاثة المذكورة وبمضمن المستنير والتذكرة والإرشادين والتجريد, وعلى ابن البغدادي للأئمة الثلاثة عشر وهم العشرة المشهورة وابن محيصن والأعمش والحسن البصري بمضمن الكتب التي تلا بها المذكور على شيخه الصائغ وغيره.
وسمع الحديث ممن بقي من أصحاب الدمياطي والأبرقوهي, وأخذ الفقه عن الشيخ/ عبدالرحيم الإسنوي وغيره، وسمع الحديث من غيرهم.
ثم عاد إلى دمشق فجمع القراءات السبع في ختمة على القاضي/ أبي يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي.
ثم رحل إلى الديار المصرية وقرأ بها الأصول والمعاني والبيان على الشيخ/ ضياء الدين سعد الله القزويني وأخذ عن غيره, ورحل إلى الإسكندرية فسمع من أصحاب ابن عبد السلام وابن نصر وغيرهم، وقرأ بمضمن الإعلان وغيره على الشيخ/ عبدالوهاب القروي.
وسمع من هؤلاء الشيوخ وغيرهم كثيرًا من كتب القراءات بالسماع والإجازة, وقرأ على غير هؤلاء القراءات ولم يكمل, وأجازه وأذن له بالإفتاء شيخ الإسلام/ أبوالفداء إسماعيل بن كثير سنة أربع وسبعين.
وكذلك أذن له الشيخ/ ضياء الدين سنة ثمان وسبعين، وكذلك شيخ الإسلام البلقيني سنة خمس وثمانين، وجلس للإقراء تحت النسر من الجامع الأموي سنين.
مصـنفـاتـــه
- النشر في القراءات العشر.
- مختصر النشر، وسماه تقريب النشر في القراءات العشر.
- تحبير التيسير في القراءات العشر.
- غاية النهاية في طبقات القراء.
- التوضيح في شرح المصابيح.
- طيبة النشر في القراءات العشر (نظم).
- النشر في القراءات العشر.
- مختصر النشر، وسماه تقريب النشر في القراءات العشر.
- تحبير التيسير في القراءات العشر.
- غاية النهاية في طبقات القراء.
- التوضيح في شرح المصابيح.
- طيبة النشر في القراءات العشر (نظم).
مناقبـه، وثنـاء العلماء عليـه
قال ابن حجر: “وقد انتهت إليه رئاسة علم القراءات في الممالك”.
قال السيوطي: “الحافظ المقرئ شيخ الإقراء في زمانه، وكان إمامًا في القراءات لا نظير له في عصره في الدنيا… ألف “النشر في القراءات العشر” لم يصنف مثله وله أشياء أُخَر، وتخاريج في الحديث وعمل جيد، وصفه ابن حجر بالحفظ في مواضع عديدة من الدرر الكامنة”.
قال صاحب الشقائق النعمانية: “ثم إن الشيخ الجزري -رحمة الله عليه- لما ذهب به الأمير تيمور إلى ما وراء النهر اتخذ الأمير تيمور هناك وليمة عظيمة، وكان السيد الشريف الجرجاني مدرسًا في ذلك الوقت بسمرقند، فعين الأمير تيمور جانب يساره للأمراء وجانب يمينه للعلماء، وقدم في ذلك المجلس الشيخ الجزري على السيد الشريف، فقالوا له في ذلك، فقال: كيف لا أقدم رجلًا عارفًا بالكتاب والسنة؟”.
قال صاحب شذرات الذهب: “وبالجملة فإنه كان عديم النظير طائر الصيت، انتفع الناس بكتبه، وسارت في الآفاق مسير الشمس”.
قال الشوكاني: “وقد تفرد بعلم القراءات في جميع الدنيا، ونَشَرَه في كثير من البلاد، وكان أعظم فنونه وأجل ما عنده”.
تـلامـيــذه
ولي ابن الجزري مشيخة الإقراء الكبرى بتربة أم الصالح بعد وفاة أبي محمد عبد الوهاب بن السلار, وقرأ عليه القراءات جماعة كثيرون، ومنهم:
- ابنه أبوبكر أحمد.
- الشيخ/ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي.
- الشيخ/ أبو بكر بن مصبح الحموي.
- الشيخ/ نجيب الدين عبدالله بن قطب بن الحسن البيهقي.
- الشيخ/ أحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير.
- المحب محمد بن أحمد بن الهايم.
- الشيخ الخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي.
- الشيخ/ يوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي.
- الشيخ/ علي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي.
- الشيخ/ علي بن حسين بن علي اليزدي.
- الشيخ/ موسى بن بياض الكردي.
- الشيخ/ علي بن محمد بن علي بن نفيس.
- أحمد بن علي بن إبراهيم الرماني.
- الشيخ عوض بن بياض.
- الشيخ سليمان بن بياض.
- عبدالقادر بن طلة الرومي.
- الحافظ بايزيد بن بياض الكشي.
- الحافظ المقرئ/ محمود بن بياض.
- الإمام العالم/ جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهير بابن افتخار الهروي.
- المقرئ الفاضل شمس الدين محمد بن الدباغ البغدادي.
- السيد محمد بن حيدر المسبحي.
- إمام الدين عبدالرحيم بن بياض الأصبهاني.
- نجم الدين الخلال.
- أبو بكر بن بياض الجنحي.
- أحمد بن أسد بن عبدالواحد بن أحمد الأميوطي.
- برهان الدين إبراهيم البقاعي.
- الإمام الشيخ/ رضوان بن محمد بن يوسف العقبي ثم القاهري الصحراوي الشافعي.
- الشيخ/ طاهر بن محمد النويري ثم القاهري الأزهري المالكي.
- الإمام الفقيه المقرئ/ عثمان بن عمر الناشري اليمني الزبيدي الشافعي.
- الشيخ/ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح، نجم الدين القلقيلي.
- العلامة/ محمد بن محمد بن محمد بن علي النويري شهرة العقيلي نسبًا.
وفـاتـــه
توفي قبيل ظهر الجمعة خامس ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمدينة شيراز, ودفن بدار القرآن التي أنشأها.
القيمة العلمية لمنظومة المقدمة في ما على قارئه أن يعلمه
نالت المقدمة الجزرية من القبول لدى العامة والخاصة من قراء القرآن الكريم الشيء الكثير، وتداولها طلبة العلم في شتى أنحاء المعمورة لما وجدوه من سلاسة عبارتها وجزالة أسلوبها في وصف الأحكام التجويدية لمن أراد أن يقرأ القرآن الكريم قراءةً صحيحةً، وقد وافقت في توجيه القارئ ما جاء عن الأئمة الأعلام. وتدور حول المسائل الرئيسة للعلوم القرآنية الضابطة للأداء القرآني (التجويد، الوقف والابتداء، الرسم).
وتوالت الشروح لهذه المقدمة المباركة عبر الأجيال قديمًا وحديثًا، على أيدي تلاميذ الناظم ثم من جاء من بعدهم، فكان من أمثلة شروحها:
- الحواشي المفهمة في شرح المقدمة لابن الناظم أحمد بن محمد بن الجزري.
- الحواشي الأزهرية للشيخ خالد بن عبد الله الأزهري.
- الجواهر المضية على المقدمة الجزرية لسيف الدين الفضالي المصري.
- المنح الفكرية على متن الجزرية لملا علي القاري.
- الفوائد المفهمة في شرح المقدمة لابن يالوشة.
- الدقائق المحكمة للشيخ زكريا الأنصاري.
- الفوائد السرية لمحمد بن إبراهيم الحلبي التاذفي.
وقد تنوعت الإشارات والفوائد المستخرجة من المقدمة الجزرية بين هذه الشروح وغيرها. وقد تعرضت المقدمة الجزرية للموضوعات التالية:
- مخارج الحروف.
- الصفات.
- التجويد.
- التفخيم والترقيق.
- الراءات.
- اللامات.
- الضاد والظاء.
- الميم والنون المشددتين والميم الساكنة.
- حكم التنوين والنون الساكنة.
- المد والقصر.
- معرفة الوقوف.
- باب المقطوع والموصول.
- التاءات.
- همز الوصل.
- الوقف على أواخر الكلم.