new-logo-2024-png-1

منصة الفؤاد للتعليم و الإقراء

المتون العلمية – منظومة الخاقاني

تلقين وشرح متن الخاقاني

المادة العلمية: تلقين وشرح وإجازة متن الخاقاني.

عدد المجالس: مجلسان.

مدة المجلس: ساعة ونصف.

الأيام: يومان في الاسبوع.

الملحقات: تسميع وإجازة رواية.

أبو مزاحم الخاقاني: إمام التجويد وراوي الحديث

هو أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان البغدادي، المشهور بالخاقاني. ذكره الذهبي (ت٧٤٨هـ) ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن، كما ذكره ابن الجزري (ت٨٣٣هـ) ضمن علماء القراءات.

نشأ في أسرة اشتغل أكثر من واحد من رجالها في الوزارة للخلفاء العباسيين، فكان أبوه عبيد الله وزيرًا للخليفة المتوكل (جعفر بن المعتصم بن الرشيد- ت247هـ)، والمعتمد (أحمد بن جعفر المتوكل- ت279هـ)، وظل عبيد الله في الوزارة حتى توفي سنة 263هـ، وكذلك اشتغل بالوزارة ومناصب الدولة أخوه أبو علي محمد بن عبيدالله (312هـ) وابن أخيه أبوالقاسم عبدالله بن محمد بن عبيدالله (ت 314هـ).
كان عمر أبي مزاحم حين وفاة أبيه خمس عشرة سنة تقريبًا، ولم يتخذ طريق السيادة والمناصب رغم إمكانية ذلك، ولكنه اتخذ طريق العلم والقراءة والفقه والحديث، فترك الدنيا، وأعمل نفسه في رواية الحديث، وتمسك بالسنة، وكان شعارُ خاتمه (دن بالسُّنَن موسى تُعَن)؛ ليكون تذكارًا له في هذا السبيل. وقد كان أبو مزاحم من العاملين بتعاليم الكتاب والسنة، البعيدين عن زخارف الدنيا المقبلين على الله تعالى، وحول هذه المعاني يقول ابن الجزري: “وكان أبوه وجده وزيرين لبني العباس، وكذا أخوه أبو علي محمد بن عبيد الله. قال أبو عمرو الداني: “وترك أبو مزاحم الدنيا وأعمل نفسه في رواية الحديث، وأقرأ الناس، وتمسك بالسنة. وكان بصيرًا بالعربية شاعرًا مجودًا.

تلقى أبو مزاحم الخاقاني على ثلة من علماء عصره، ومنهم:

  • الحسن بن عبد الوهاب بن الحكم، أبو بكر البغدادي الوراق (ت292هـ) تلميذ حفص الدوري، وقد قرأ عليه أبو مزاحم قراءة الكسائي، وحذقها، فصار ضابطًا لها، وإمامًا فيها.
  •  الحسين بن عبد الله بن أحمد، أبو علي الخرقي (ت299هـ) والد أبي القاسم الخرقي صاحب (المختصر في الفقه)، الذي من شروحه شرح الإمام ابن قدامة المقدسي المعروف بـ (المغني).
  • عبدالله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبدالرحمن الشيباني (ت290هـ)، فغدا محدثًا ثقةً دينًا من أهل السنة، ومن جلة العلماء، جمع بين علوم الشريعة واللغة، واعتنى بمذهب الإمام أحمد بن حنبل، وتفقه فيه.

وسمع أبو مزاحم كذلك حروف القراءات من:

  • أحمد بن يوسف بن التغلبي، عن ابن ذكوان أحد رواة ابن عامر الدمشقي الإمام الرابع بالنسبة لأئمة القراءات.
  • محمد بن أحمد بن واصل عن أبيه، وإدريس بن عبد الكريم، ومحمد بن يحيى الكسائي، وعبدالوهاب بن محمد بن عيسى الخزاز، وغير هؤلاء كثير.
  • كما أخذ أبو مزاحم حروف القرآن، أخذ أيضًا سنة النبي صل الله عليه وسلم، فسمع الحديث من: أبي مزاحم عباس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبيد الله بن أبي سعد الوراق، وإسحاق بن يعقوب العطار، والحارث بن أبي سلمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم كثير.
  • كما تصدر أبو مزاحم لرواية حديث الهادي البشير، فروى عنه الحديثَ عدد كثير، منهم: محمد بن الحسين الآجري، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وغيرهم كثير.

دور أبو مزاحم الخاقاني في تعليم القرآن ورواية الحديث

يعد أبو مزاحم الخاقاني من طبقة الإمام ابن مجاهد قارئ أهل بغداد في زمانه، صاحب كتاب (السبعة في القراءات)، وشاركه في كثير من شيوخه وتلامذته.

برع أبو مزاحم في قراءة القرآن حتى أصبح إمامًا في قراءة الكسائي ضابطًا لها، مضطلعًا بها، يقول عنه ابن الجزري: “أبو مزاحم الخاقاني أول من صنف في التجويد فيما أعلم، وقصيدته الرائية مشهورة، وشرحها الحافظ أبو عمرو الداني، وقد أخبرني بها أبو حفص عمر بن الحسن المراغي”.

تصدر أبو مزاحم الخاقاني لتعليم القرآن وتجويده، فتتلمذ عليه الكثيرون، منهم: أحمد بن نصر، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم، وأحمد بن الحسن بن شاذان، ومحمد بن أحمد الشنبوذي، وزيد بن علي، وغير هؤلاء كثير.

وكما أخذ أبو مزاحم حروف القرآن، أخذ أيضًا سنة النبي  صل الله عليه وسلم، فسمع الحديث من: أبي مزاحم عباس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وعبيد الله بن أبي سعد الوراق، وإسحاق بن يعقوب العطار، والحارث بن أبي سلمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم كثير.

كما تصدر أبو مزاحم لرواية حديث الهادي البشير، فروى عنه الحديثَ عدد كثير، منهم: محمد بن الحسين الآجري، وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وغيرهم كثير.

القيمة العلمية للمنظومة الخاقانية

إن القيمة القوية لهذه المنظومة لا تكمن فقط في أنها أول ما نظم للتدليل على مثل هذه المسائل، وإنما كانت أول محاولة وليدة لفصل بعض أقسام علم التجويد عن علم القراءات.

وقد كانت بداية علم التجويد ملازمةً لعلم القراءات، من حيث التطبيق العملي، والنقل التدويني، ووجدنا مباحثه وأصوله كالترقيق والتفخيم، والفتح والإمالة، والتحقيق والتسهيل، والإظهار والإدغام، والمد والقصر- متداخلةً في علم القراءات في شتى مناهجها التصنيفية، حتى جاءت المنظومة الرائية للخاقاني، فلم تكن أول منظومة مستقلة تتحدث عن التجويد، وإنما كانت أول ما صنف فيه.

وقد صرح بهذه الأولية الحافظ ابن الجزري في طبقات القراء عندما تحدث عن أبي مزاحم الخاقاني، حيث قال: “قلت: هو أول من صنف في التجويد فيما أعلم، وقصيدته الرائية مشهورة, وشرحها الحافظ أبو عمرو, وقد أخبرني بها وبقصيدته الأخرى في السنة أبو حفص عمر بن الحسن المراغي بقراءتي عليه عن علي بن أحمد المقدسي, أخبرنا ابن طبرزد بسنده”، وفي كتابه النشر حيث قال: “وكانوا أيضًا في الصدر الأول لا يزيدون القارئ على عشر آيات، ولو كان من كان، لا يتجاوزون ذلك، وإلى ذلك أشار الأستاذ أبو مزاحم الخاقاني، حيث قال في قصيدته التي نظمها في التجويد – وهو أول من تكلم فيه فيما أحسب…”.